عماد الحزقي: نرنو القضاء على عقلية حجب المعلومة
قال رئيس هيئة النفاذ للمعلومة عماد الحزقي اليوم الثلاثاء 19 مارس 2019 إنّه تم تكريس حق النفاذ للمعلومة دستوريا وقانونيا، معتبرا أن ذلك غير كاف دون ضمانات قضائية، وذلك على هامش مؤتمر صحفي حول 'الرقابة القضائية على حق النفاذ للمعلومة '.
واعتبر أن تأسيس هيئة النفاذ للمعلومة كسلطة قضائية متخصصة يعتبر ضمانة ومكسبا مهما لما لها من صلاحيات قضائية جعلت التجربة التونسية متميزة في هذا المجال، حسب تصريحه.
تفاعل إيجابي للدفاع والداخلية مع طلبات النفاذ للمعلومة
وأشار إلى انه رغم الإيجابيات التي تم تحقيقها اليوم في مجال النفاذ إلى المعلومة إلا أن هنالك تحديات سياسية وثقافية يجب اتخاذها بعد عقود من التكتم على المعلومة.
وثمّن عماد الحزقي مجهود وزارتي الدفاع والداخلية في هذا الإطار، موضحا أنهما حريصتان على مد الهيئة بالوثائق اللازمة وإصدار القرارات وتنفيذها بسرعة، مؤكدا أن وزير الدفاع يشرف مثلا بنفسه على الإجابة على بعض طلبات المواطنين والهيئات وهو مكسب هام، وفق تقديره.
ولفت إلى وجود بعض النقائص رغم الإيجابيات منها عدم إصدار الحكومة بعض النصوص القانونية الهامة أبرزها الأمر المنظم لأنشطة المكلف بالنفاذ للمعلومة صلب الهياكل العمومية.
وأشار إلى وجود بعض النصوص التي تتعارض مع حق النفاذ للمعلومة في حين تجاوزتها الأحداث ومنها المتعلّقة بواجب التّحفظ والسر المهني وغيرها.
واعتبر أن هذه 'الفصول تجاوزاتها الأحداث' ولم تعد منسجمة مع القانون الأساسي للنفاذ للمعلومة إلى جانب مشروع قانون حماية المعطيات الشخصية الذي يتضمن مخاطر جدية على الشفافية ومكاسب تحققت في تونس على مستوى حق النفاذ للمعلومة.
وأشار عماد الحزقي إلى وجود إشكال صلب الإدارة التونسية والمتعلق بمسألة رقمنة الوثائق، مرجعا ذلك إلى ضعف الإمكانيات البشرية والمادية والتكوين وضعف منظمة التصرف في الوثائق والأرشيف .
واقترح في هذا الإطار جملة من الحلول أبرزها توفر إرادة سياسية واضحة لتكريس مبدأ الشفافية والمساءلة كعنصر أساسي في مجال الحوكمة لدعم ثقة المواطن في الهياكل العمومية، إضافة إلى تمكين هيئة النفاذ للمعلومة من مزيد من الإمكانيات للقيام بعملها وتغيير عقلية موروثة لحجب المعلومة واحتكارها.
وأكد أن تونس كرست مبدأ الشفافية والحق في النفاذ للمعلومة من خلال انضمامها في شراكة الحكومة المفتوحة سنة 2014 والتي بلغت خطة العمل فيها مرحلتها الثالثة.

*هناء السلطاني/صورة توضيحية